استقرار سوق النحاس وسط متغيرات، ومعنويات السوق محايدة

أ

ب

ديناميكيات اتجاه أسعار النحاس في شنغهاي يوم الاثنين، حيث افتتح العقد الرئيسي الشهري 2404 على انخفاض، وشهد التداول اليومي اتجاهًا ضعيفًا. في الساعة 15:00، أُغلقت بورصة شنغهاي للعقود الآجلة، وكان آخر عرض 69490 يوانًا للطن، بانخفاض 0.64%. كان أداء التداول الفوري عامًا، ومن الصعب رؤية عدد كبير من المشترين في السوق، ولم يكن حماس الشراء مرتفعًا في السوق، ويحتاج السوق في الغالب إلى تجديد المخزونات بشكل رئيسي، وتفتقر المعاملات بشكل عام إلى نقاط إيجابية.

شهد سوق النحاس العالمي مؤخرًا استقرارًا. ورغم أن انقطاعات العرض في قطاع التعدين تُشكّل دعمًا قويًا لأسعار النحاس، إلا أن معنويات السوق مستقرة نسبيًا، ولا توجد تقلبات كبيرة.

في السوق المحلية، يتبنى المستثمرون موقفًا محايدًا تجاه سياسة التحفيز الاقتصادي الكلي الصينية هذا العام، وهو موقف انتظار وترقب. في الوقت نفسه، تزيد الأسواق الأجنبية من رهاناتها على خفض أسعار الفائدة المتوقع من قِبَل الاحتياطي الفيدرالي في يونيو. يعكس هذا التباين في معنويات السوق تباين ردود فعل سوق النحاس العالمي عند مواجهة تأثير عوامل مختلفة.

في ظل البيانات الاقتصادية الأمريكية وتوقعات رفع أسعار الفائدة، أظهر أداء الأصول الرئيسية اتجاهًا مختلفًا. وهذا دليل إضافي على تعقيد السوق الحالية وعدم اليقين المحيط بها. ومن بين هذه المؤشرات، الأداء الضعيف لمؤشرات التصنيع والتوظيف الأمريكية في فبراير، مما أثار مخاوف السوق بشأن التباطؤ الاقتصادي. ويتوقع السوق عمومًا أن يتخذ الاحتياطي الفيدرالي إجراءات لخفض أسعار الفائدة خلال الصيف لتحفيز النمو الاقتصادي. وقد انخفض مؤشر الدولار على التوالي، مما عزز أسعار النحاس.

أكد باول في بيانه الأخير على أهمية هدف التضخم من جهة، كما أولى اهتمامًا للتغيرات في البيئة الاقتصادية الراهنة من جهة أخرى. يعكس هذا الموقف المتوازن حذر الاحتياطي الفيدرالي ومرونته في صياغة سياسته النقدية. مع ذلك، لا يزال على المستثمرين توخي الحذر من تعرض القطاع المصرفي الأمريكي للمخاطر، والتعديلات المحتملة على وتيرة التخفيض التدريجي، والتي قد تؤثر جميعها على سوق النحاس.

على صعيد العرض، شكّل انقطاع الإمدادات من قطاع التعدين منذ ديسمبر الماضي دعمًا قويًا لأسعار النحاس. ولم يقتصر هذا العامل على خفض هوامش ربح المصاهر الصينية فحسب، بل قد يُخفّض الإنتاج أيضًا. في غضون ذلك، أظهرت أحدث البيانات الصادرة يوم الجمعة أن مخزونات النحاس في بورصة لندن للمعادن قد انخفضت إلى أدنى مستوى لها منذ سبتمبر من العام الماضي. وهذا يُعزز الزخم الصعودي لأسعار النحاس، مما يُبرز شحّ المعروض في السوق.

مع ذلك، من ناحية الطلب، لا تزال توقعات الطلب على النحاس من قطاعات الطاقة والبناء والنقل دون المستوى المطلوب. وقد أضعف هذا من شعبية السوق إلى حد ما. وأشار محللون في إحدى شركات العقود الآجلة إلى أن وضع الاستهلاك في الصين، أكبر مستهلك للنحاس في العالم، لا يزال ضعيفًا. فبينما يحقق منتجو الأسلاك النحاسية معدل بدء تشغيل أعلى من المتوقع، فإن إنتاج أنابيب ورقائق النحاس أقل بكثير من مستويات العام الماضي. هذا الاختلاف وعدم التوازن في الطلب على النحاس في مختلف القطاعات يزيدان من صعوبة التنبؤ بتوقعات سوق النحاس.

بشكل عام، يشهد سوق النحاس حاليًا تغيرًا مستمرًا. وبينما ساهمت عوامل مثل انقطاع الإمدادات في قطاع التعدين وانخفاض المخزونات في دعم أسعار النحاس، لا تزال عوامل مثل ضعف الطلب وعدم اليقين الاقتصادي الكلي تؤثر على سوق النحاس. لذلك، يتعين على المستثمرين توخي الحذر والعقلانية عند المشاركة في معاملات سوق النحاس، والانتباه جيدًا لديناميكيات السوق وتغيرات السياسات لاتخاذ قرارات استثمارية أكثر وعيًا.


وقت النشر: ١٣ مارس ٢٠٢٤